الأحد، يوليو 10، 2011
ما علاقة عصر السرعة بالغفلة التي نعيشها
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين خالق السماء وفالق الحب والنوى ربي ورب كل شي له الحمد حتى يرضى وله الحمد فوق الرضى وله الحمد بعد الرضى وأما بعد .
لاحظت كيف ان الايام والليالي اصبحت تمر مرالسحاب فلا نكاد نشعر بوجود الايام ولا بطول الليالي، و نفاجئ بتبخر الشهور والأسابيع دون ان نشعر بوجودها، وتنقضي السنوات ونحن في حيرة من امرنا كيف انقضت، وربما كان رأي انا لا يختلف عن كثيرين من امثالي وهو (اننا نعيش عصر السرعة )ومن اجل هذه النظرية اصبحنا شبه مستسلمين لها وللكثير من مثل هذه النظريات التي ما انزل الله بها من سلطان، وهي في الغالب من وسوسة الشيطان الذي يعرف من اين تؤكل الكتف ومن اي نقاط ضعف لدينا يمكنه افتراسنا ،والحقيقة نحن نعيش في غفلة كبيرة ربما تمتد وتمتد لدينا حتى توافي كل واحد منا منيته ونهايته، فيصيح حين لا ينفع الصياح ولا يفيد الندم (ربي ارجعني لعلي اعمل صالحا ) ولعلك اخي القارئ الان تحاول ان تربط بين علاقة عصر السرعة بالغفلة التي نعيشها، وهنا سوف اسرد لك تجربتي بكل شفافية .
الحقيقة انني مثل الكثير من الشباب اصلي لكن صلاتي ليست في اوقتها، بمعني اني قد اصلي العصر في البيت متأخرا الى قرب دخول وقت المغرب وربما اكثر صلاة كنت التزم بها في المسجد هي صلاة العشاء، وكثيرا ما كنت الوم نفسي وأحث نفسي على محاولة التزام بكل الصلوات في المسجد وحتى بدأت بعد عدة محاولات الالتزام بأداء الصلاة في اوقاتها المحددة في المسجد، وخلال الايام الاولى لاحظت كيف ان الوقت اصبح منتظما ولأول مرة اصبحت اشعر بالوقت وأدركت هنا احدى اهم فوائد اداء الصلوات في اوقاتها في المسجد وهو فائدة الشعور بالوقت، الشعور ان وقتي اصبح ملكي اصبح مباركا وكيف اصبحت الاوقات منتظمة لدي وذهب عني عصر التسارع الذي كان يحيط بي وكيس الغفلة الذي كنت اعيش فيه وكأنني كنت اعيش في دوامة لم افق منها إلا برجوعي الى المسجد يا لله كيف اصبح الوقت بين العصر والمغرب وقتا طويلا وكيف اصبحت اعرف الدقائق واشعر بوجود الساعات بينما كانت كل اوقاتي في السابق تمر دون ان اعرف كيف مرت .
اخواني للصلاة في المسجد فوائد كثيرة لا يجهلها الكثير منا وسوف اسرد هذه الفوائد كتذكير في نهاية مقالي هذا لكن مال اريد ان اؤكد عليه حقيقة واحدة، وهي ان كل محاولات تنظيم الوقت دون الالتزام بالصلاة في المسجد محاولات فاشلة مسبقا و علي كل من اراد ان يعيش بركة الوقت ويعيد ترتيب حياته عليه اولا االتزام بالصلاة في المسجد فقط وغير ذالك سوف يصبح وقتك مهدورا لا تعرف متى يبدى ومتى ينتهي
فوائد الصلاة في المسجد
1. الاتصاف بصفة من يظلهم الله في ظله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ; فذكر منهم: ... ورجل قلبه معلق بالمساجد\" [رواهالبخاريومسلم] وفي رواية الإمام مالك \" ورجل قلبه معلق بالمسجد حتى يعود إليه \" .
2. أن المبادر في الصلاة صلاة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \" لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة \" وقال صلى الله عليه وسلم \" ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط [رواه مسلم] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \" ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم \" [رواه ابنماجة والحاكم وهو صحيح] .
3. صلاة الملائكة عليه واستغفارهم له ، قال الله \" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا \" فالصلاة من الله تعالى ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ، والصلاة من الملائكة الدعاء والاستغفار قائلين اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه .
4. تحصيل الصف الأول ، وفي الصف الأول فضل عظيم دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، فهو على مثل صف الملائكة ، ولا يحصل ذلك إلا بالتبكير .
5. تحصيل ميمنة الصف ، قال صلى الله عليه وسلم \" إن الله وملائكته يصلون على ميامين الصفوف [ رواه أبو داود وابن ماجة ] وتحصيل ميمنة الصف من الإمام لا تكون إلا لمن حضر مبكرًا .
6. الدعاء بين الأذان والإقامة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال \" لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة \" وعند ابن خزيمة \" الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا \" .
7. الصلاة قبل الإقامة ، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، ثم قال الثالثة : لمن شاء [رواه البخاري ومسلم] والصلاة قبل الإقامة عبارة عن إحماء للفريضة ، وذريعة للمداومة عليها ، فمن أدى النوافل استمر على الفرائض ، ومن قصر في النوافل فهو عرضة لأن يقصر في الواجب .
8. إجابة الإقامة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن [ رواه البخاري ومسلم ] وعن معاذ بن أنس الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" إذا سمعتم المنادى يثوب بالصلاة فقولوا مثل ما يقول \" [رواهما أحمد] .
9. إدراك تكبيرة الإحرام ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق \" [رواه الترمذي] .
10. التأمين مع الأمام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" إذا قال الإمام \" غير المغضوب عليهم ولا الضالين \" فقولوا : آمين ؛ فان من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه \" [رواه البخاري ومسلم] وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \" ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين \" [رواه ابن ماجة وابن خزيمة] .
11. الصلاة بخشوع ، وتعد المبادرة بالحضور للمسجد والانقطاع عن مشاغل الدنيا ومتاعبها في تلك اللحظات من أسباب الخشوع في الصلاة وإقبال المصلي على ربه ؛ فإن المصلي كلما طال لبثه في المسجد واشتغل بالصلاة والقراءة والذكر والدعاء قبل إقامة الفريضة حضر قلبه وسكنت جواره ووجد نشاطا وراحة وروحا ، فهو يقول : أصلى فاستريح ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم \" يا بلال ، أرحنا بالصلاة \" [ رواه أحمد وأبو داود]
1 التعليقات:
تسلم يدك شكرا
زوروا مدونتي (مدونة عصر الابداع)
http://asibda3.blogspot.com/
إرسال تعليق