الجمعة، سبتمبر 07، 2012
الان وقد اصبحت مسلمة – مقال السيدة لورين بوث شقيقة زوجة توني بلير
الان وقد اصبحت مسلمة – مقال السيدة لورين بوث شقيقة زوجة توني بلير |
ترجمة مقال السيدة لورين بوث 11/9/2010 شقيقة زوجة توني بلير والتي اسلمت وهي صحفية وكاتبة وناشطة حقوقية ومقدمة برامج ولها عدة مقالات في كبرى الصحف البريطانية ومنها الجارديان ولم يكن يوم 23 من اكتوبر2010 يوما عاديا في الاوساط الاعلامية بريطانية والاجنبية حيث اعلنت اسلامها في هذا اليوم مما تسبب بصدمة لدى اصدقاءها وكبريات الصحف البريطانية والاجنبية حيث تناولت كبرى الصحف لديهم خبر اسلام السيدة لورين بوث واوردته في صفحاتهم الاولى ومنها الديلي ميل والجارديان لذلك كان هذا المقال الرائع من السيدة لورين التي ترد فيه على كل منتقديها بسبب تحولها الى الاسلام .
عنوان المقال ( الان وقد اصبحت مسلمة فلما كل هذه الصدمة والصخب )
(بداية المقال)لا يتطرق إليّ الشك في أن الإسلام هو من أجل الحياة: هناك الكثير في الإسلام الذي يمكن أن أتعلمه وأستمتع به. وفي الأيام القليلة الماضية سمعت من نساء أخريات تحولن إلى الإسلام، وقلن لي إن هذه هي البداية فقط، وأنهن ما زلن يحببن الإسلام بعد عشر أو عشرين عاما على إسلامهن
مرت خمس سنوات منذ زيارتي الأولى لفلسطين. وعندما وصلت إلى المنطقة للعمل مع جمعيات خيرية في غزة والضفة الغربية، كنت أحمل معي كل غطرسة التعالي التي تحملها كل نساء الطبقة الوسطى من البيض (سرا أو علنا) تجاه النساء المسلمات الفقيرات. وكامرأة غربية تتمتع بكل الحريات، كنت أتوقع أن أتعامل في الناحية المهنية مع رجال فقط.
إن صرخات الفزع الزائف التي سمعتها الأسبوع الماضي من زملائي من الكتّاب لدى سماعهم عن تحولي إلى الإسلام تثبت أن هذا ما زال هو النظرة النمطية تجاه نصف بليون امرأة يعتنقن حاليا الإسلام.
وفي رحلتي الأولى إلى رام الله، وفي كثير من الرحلات التالية لها وإلى فلسطين ومصر والأردن ولبنان، كنت فعلا أتعامل مع رجال في السلطة. وقد كان لواحد أو اثنين من هؤلاء تلك اللحى المخيفة التي نراها في نشرات الأخبار من أماكن نائية من تلك الأماكن التي قصفناها فمزقناها قطعا صغيرة.
وكان الأمر المثير للدهشة (بالنسبة لي) أنني تعاملت أيضا مع كثير من النساء من كل الأعمار، في كل أنواع أغطية الرأس، كن أيضا يتقلدن مناصب في السلطة. وصدق أو لا تصدق، "يمكن" أن تكون المرأة المسلمة متعلمة وأن تعمل لنفس الساعات المهلكة التي نعملها. هل يكفيكم هذا للتعالي؟ آمل ذلك، لأن تحولي إلى الإسلام كان مبررا لمعلقين ساخرين لتكديس مثل هذه الآراء المتعالية تجاه النساء المسلمات في كل مكان.
إذن، دعنا جميعا فقط نأخذ نفسا عميقا وسأقدم لكم لمحة عن عالم الإسلام في القرن الحادي والعشرين. بالطبع، لا يمكننا التغاضي عن الطريقة المفزعة التي تتم معاملة النساء بها على يد الرجال في كثير من المدن والثقافات، سواء كان بها سكان مسلمين أو لم يكن. إن النساء اللاتي تتم إساءة معاملتهن على يد أقاربهن من الذكور يسيء إليهن رجال، وليس الله. لقد انحرفت كثير من الممارسات والقوانين في البلاد الإسلامية عن أصول الإسلام، بل ربما أصبحت غير ذات صلة بها بالمرة. ونرى الممارسات في المقابل ترتكز على عادات وتقاليد ثقافية وموروثة (ونعم، يوجهها الذكور) تم حقنها في هذه المجتمعات. على سبيل المثال، لا يسمح للنساء بقيادة السيارات في أحد الدول المسلمة بحكم القانون. وهذا القانون هو من اختراع تلك الدولة، التي هي حليف حميم لحكومتنا في تجارة الأسلحة والنفط. للأسف فإن النضال من أجل حقوق المرأة يجب أن يتوافق مع مصالح حكومتنا.
لقد بدأت مسيرتي الخاصة إلى الإسلام بيقظة أدركت فيها الفجوة بين ما تم تغذيتي به عن حياة كل المسلمين - وبين الواقع. بدأت أتساءل عن الطمأنينة التي تظلل الكثير من الأخوات والأخوة، وليس كل هذا، فمن نتحدث عنهم بشر. وأثناء زيارتي إلى إيران في سبتمبر الفائت، ذكرتني مشاهد الوضوء والركوع والتكبير في المسجد، الذي زرته بنظرة الغرب تجاه دين مختلف كليا؛ دين لا يدعو إلى العنف ويبشر بالسلام والحب من خلال التأمل الهادئ؛ دين آخر يجذب النجوم مثل ريتشارد جير، دين لم يكن الواحد يجد حرجا أو خوفا من الاعتراف باعتناقه، وهو البوذية. إن الركوع والسجود في صلاة المسلمين كان مشبعا بالأمن والطمأنينة والسلام، فكل واحد يبدأ صلاته باسم الله الرحمن الرحيم وينهيها بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن التحولات التي بدأت أشعر بها أخذت مكانها في العام الماضي فلم يلحظ أحد أنني أخذت أقول في دعائي "الله" بدلا من "الرب". ومع أن معناهما واحد إلا إنه بالنسبة للمعتنق الجديد للإسلام قد يشكلان عقبة فهم لغوية فيما يتعلق بطبيعة لغة الكتاب المقدس. ولكني تغلبت على هذه العقبة دون أن يلحظني أحد. ثم جاء بعد هذا التحول تحول آخر تمثل في الشعور العاطفي والتدفق الذي كنت أشعر به وأنا في رفقة المسلمين. لقد بدأ أصدقائي وزملائي من غير المسلمين يبدون قساة القلوب بشكل مفرط. لماذا لا نستطيع أن نبكي علنا، وأن يحضن بعضنا بعضا، وأن نقول "أحبك" لصديق جديد بدون مواجهة الريبة أو السخرية؟
لقد رأيت مشاعر متبادلة تنم عن الحب في بيوت المسلمين وحول صينية من الحلوى المعسلة، وعندها بدأت أتساءل إن كانت قوانين الله مبنية ببساطة على الخوف، لماذا لا يدير أصدقائي الذين أحبهم وأحترمهم ظهورهم لهذه الشعائر والتحول بدلا منها للشراب والتمتع بالحياة كما نفعل نحن في الغرب؟ ألسنا نفعل نحن ذلك؟
وأخيرا، شعرت بما يشعر به المسلمون عندما يكونون في صلاة حقيقية: انسجام عذب ورعشة من الفرح أشعر وأنا فيها بالامتنان لكل ما أمتلكه، أولادي وما أشعر به من الأمان، وبكل تأكيد لا أريد أكثر من ذلك -بجانب الصلاة- لأكون سعيدة تماما.
قال لي الشيخ الذي أسلمت على يديه في مسجد في لندن منذ بضعة أسابيع: "لا تتعجلي. خذي الأمر ببساطة. الله ينتظرك. ولا تلقي بالا لمن يقول لك يجب عليك أن تفعلي كذا أو ترتدي كذا أو أن يكون شعرك هكذا. فقط اتبعي ما يمليه عليك ضميرك، اتبعي القرآن الكريم ودعي الله يرشدك".
وهكذا أنا الآن أعيش في الواقع وليس مثل شخصية جيم كيري في ترومان شو. لقد أدركت الكذبة الكبرى التي هي واجهة حياتنا المعاصرة، والمتمثلة في أن المادية والاستهلاكية والجنس والمخدرات هي التي ستمنحنا السعادة الدائمة. ولكنني نظرت أيضا خلف هذا المظهر الزائف فرأيت عالماً غنيا بالحب والأمل والسلام. وفي هذه الأثناء فأنا أواصل حياتي اليومية، أطبخ العشاء وأقدم برامج التليفزيون عن فلسطين، ونعم، أصلي قرابة نصف ساعة في اليوم.
والآن يبدأ يومي بصلاة الفجر حوالي الساعة السادسة صباحا، ثم أصلي مرة أخرى في الواحدة والنصف، وأخيرا أصلي في حوالي العاشرة والنصف مساء. كما أنني أتقدم في قراءة القرآن حيث قرأت حتى الآن مائتي صفحة. ودائما ما أطلب النصيحة من الأئمة والمشايخ، والجميع قالوا لي إن رحلة كل فرد إلى الإسلام هي رحلة خاصة به. والبعض يلتزم بحفظ النص الكامل للقرآن قبل التحول للإسلام؛ ولكن بالنسبة لي فإن قراءة القرآن بالكامل ستتم ببطء وبوتيرتي الخاصة.
في الماضي باءت محاولاتي للإقلاع عن شرب المشروبات الكحولية بالفشل؛ ولكن منذ تحولي إلى الإسلام لا أستطيع مجرد تخيل نفسي وأنا أشرب مرة أخرى. ولا يتطرق إليّ الشك في أن الإسلام هو من أجل الحياة: هناك الكثير في الإسلام الذي يمكن أن أتعلمه وأستمتع به. وفي الأيام القليلة الماضية سمعت من نساء أخريات تحولن إلى الإسلام، وقلن لي إن هذه هي البداية فقط، وأنهن ما زلن يحببن الإسلام بعد عشر أو عشرين عاما على إسلامهن.
وفي ملاحظة ختامية أود أن أقدم ترجمة سريعة بين الثقافة الإسلامية وثقافة الإعلام، وهو ما يمكن أن يساعد على الشفاء من لدغة الصدمة، التي تسبب فيها تغييري لحياتي، لكثير منكم: فعندما كان يظهر المسلمون في محطة بي بي سي الإخبارية وهم يصيحون "الله أكبر!" في سماء شرق أوسطية صافية، تدربنا نحن الغربيون على أن نسمع: "نكرهكم جميعا أيها البريطانيون ونحن في طريقنا إلى تفجير أنفسنا في متاجركم وأنتم تشترون بضائعكم".
في الحقيقة، ما نقوله نحن المسلمون هو "الله أكبر!"، ونحن مطمئنون في حزننا بعد أن قامت الدول غير الإسلامية بمهاجمة قرانا. وبشكل طبيعي، فإن هذه العبارة (الله أكبر) تعلن عن رغبتنا في العيش في سلام مع جيراننا ومع الله ومع زملائنا في الإنسانية، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فقط أن يتركنا الآخرون نعيش في سلام سيكون ذلك طيبا.(انتهى)
1 التعليقات:
شكرا ع الموضوع
إرسال تعليق